تقوم الألعاب التعليمية للأطفال الرضع بدور مهم في تنمية حواسهم ومهاراتهم الحركية والإدراكية لذلك يُعتبر اللعب من الحاجات الأساسية للرضيع كالطعام والنوم والدواء. وذلك بسبب أهمية مرحلة الرضاعة في تكوين إدراك الطفل وفهمه لنفسه وبيئته. ومن هنا جاءت الحاجة لاستخدام الألعاب التعليمية للأطفال الرضع والتي يمكن أن تكون بسيطة وسهلة الاقتناء ولا داعي لأن تكون معقدة أو باهظة الثمن.
فلا تقتصر أهمية اللعب لكونه وسيلة تسليه فحسب، بل هو وسيلة الإدراك والفهم الأولى التي تفتح آفاق المعرفة والإبداع أمام الطفل.
لهذا سنتناول في مقالتنا دليلاً كاملاً عن الألعاب التعليمية للأطفال الرضع حسب عمرهم، وسنتكلم أيضا عن المهارات التي تنميها هذه الألعاب.
ماهي المهارات التي تطورها الألعاب التعليمية عند الرضيع
تنمي الألعاب التعليمية للأطفال الرضع المهارات الأساسية عندهم، والتي هي:
المهارات الإدراكية
تفتح الألعاب التعليمية المجال أمام الطفل ليكتشف نفسه ومشاعره وقدراته وليفهم الأشياء حوله بشكل أفضل، وذلك من خلال عملية جمع المعلومات، والتجريب. بالإضافة إلى محاولة حل العقبات التي تواجهه عندما يلعب.
التنسيق بين الحواس
فالألعاب التعليمية قادرة على تنمية الحواس بشكل أفضل، مع الربط والتنسيق بين هذه الحواس، فعلى سبيل المثال: يمكن استخدام ألعاب تربط التذوق والطعوم مع الألوان، أو الألعاب التي تربط بين الأصوات والألوان معاً.
المهارات الاجتماعية
تستطيع الألعاب التعليمية للرضع أن تنمي علاقة الطفل مع عائلته ومع الناس المحيطين به -وهذا أمر بالغ الأهمية، لتعليمه كيف يتم بناء العلاقات الاجتماعية والعاطفية-، بالإضافة إلى قدرة هذه الألعاب على تقويم سلوك الطفل.
مهارات الكلام واللغة
تساعد الألعاب التعليمية الطفل في التعرف على الكلمات ومعانيها. بالإضافة إلى نطقها واستخدامها المناسب. وذلك من خلال تكرارها وربطها مع الصور والأشكال.
المهارات الحركية
تكون عضلات اليدين والأصابع والقدمين ضعيفة في الأشهر الأولى للطفل. لكن الألعاب التعليمية للرضع تعمل على تقوية هذه العضلات شيئاً فشيئاً. حتى يصبح الطفل قادر على التدحرج والزحف والمشي، بالإضافة إلى التقاط الأشياء وإمساكها بشكل أفضل.
الألعاب التعليمية للأطفال الرضع حسب أعمارهم ومهاراتهم
في الحقيقة لا يمتلك كل الأطفال نفس سرعة النمو والتطور، حيث يتأثر الأمر بعدة عوامل، بعضها وراثي والآخر حسب المحيط والعادات، كما من المفضل دوماً استشارة طبيب وجعله يتابع تطور ونمو مهارات الرضيع. لكن وعلى الرغم من تفاوت مراحل النمو والإدراك من طفل إلى آخر وخصوصاً في مرحلة الرضاعة، إلا أن تأثير الألعاب التعليمية يبقى إيجابي ومحفز دوماً.
كما يعتبر من الضروري أن يراعي الآباء اختيار الألعاب التعليمية المناسبة لأطفالهم، حسب عمرهم ومهاراتهم، وذلك حتى تتحقق الاستفادة القصوى المرجوة من الألعاب التعليمية. ويمكننا أن نفصل الألعاب التعليمية المناسبة للرضع حسب عمرهم كما يلي:
الألعاب التعليمية للرضع في الأشهر الثلاث الأولى
قد يعتقد الآباء أن الرضيع في هذا العمر غير مدرك لأي شيء حوله، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت عدم صحة هذا الاعتقاد، حيث يتمتع الطفل في الأشهر الثلاث الأولى من عمره بالعديد من المهارات، نذكر منها:
- تحديد مكان الأشياء، وموقعها من خلال تتبع لونها.
- التعرف على الموسيقى والنغمات، وتتبعها.
- إمساك الألعاب وتحريكها.
في هذه الفترة تستخدم ألعاب بسيطة طرية، بالإضافة إلى الخشخيشات الملونة.
حيث يتم تحريك هذه الألعاب أمام الطفل، كما يساعد استلقاء الطفل على بطنه في تحفيز نمو الرأس والرقبة، ويمكن هنا دحرجة كرة ملونة أمامه وجعله يحاول لمسها.
كما يمكن أيضا استخدام عليقة الألعاب التي تحتوي على ألعاب ملونة بسيطة، والتي تُعلق على السرير أو على الأرض أثناء استلقاء الطفل على ظهره.
ومن الجدير بالذكر هنا أن الرضيع في الأشهر الأولى يحتاج إلى مساحة كافية ليحرك أطرافه بحرية حتى تقوى عضلاته وتنمو، لذلك يجب عدم لفه وتقييد حركته كما هو شائع.
الألعاب التعليمية للأطفال الرضع من عمر ثلاث أشهر حتى ست أشهر
يزداد إدراك الطفل في هذه الأشهر بشكل ملحوظ، ويصبح الطفل قادراً على القيام بالأشياء التالية:
- التعرف على الأشخاص القريبين منه وتمييزهم.
- الإمساك بالأشياء الصغيرة والتقاطها بيديه.
- التدحرج من البطن إلى الخلف.
وبسبب زيادة هذا الإدراك، نستخدم الألعاب التعليمية للرضع التي تزيد من مهاراتهم الاجتماعية. مثل لعبة بيكابو peekaboo البسيطة. بالإضافة إلى ألعاب تعليمية لتنمية الحواس، مثل: سجادة الألعاب الملونة، التي تصدر أصوات عند الضغط على لون معين فيها، أو حصيرة الألعاب المزودة ببروزات لتقوية حاسة اللمس عند الرضيع.
الألعاب التعليمية للرضع من عمر 6 حتى 9 أشهر
تعتبر هذه المرحلة هي الأهم في نمو مهارات الطفل، حيث نذكر من أبرز المهارات التي يستطيع معظم الأطفال الرضع القيام بها في هذا العمر:
- الاستجابة لأسمائهم.
- تمييز الأشخاص بشكل أفضل.
- فهم مشاعر الأشخاص والتفاعل معها.
- فهم الأصوات والتفاعل معها.
- إصدار الأصوات للتعبير عن شعورهم.
- القدرة على الجلوس دون مساعدة أحد.
- القدرة على التقاط الأشياء والوصول إليها إذا كانت على مسافة حتى 50 سم.
- التنسيق بين اليدين.
- تمييز الأطعمة والتفريق بينها.
لهذا تستخدم في هذه المرحلة الألعاب البسيطة التي تزيد من مهارات الطفل الحركية والإدراكية والاجتماعية، ومن الألعاب التعليمية التي ننصحك بها:
- استخدام مرآة مخصصة للأطفال الرضع، لكي يتعرف الطفل على نفسه، وعلى انعكاس الوجوه على المرآة.
- قراءة الكتب التعليمية المخصصة للرضع في هذا العمر، والتي تحتوي على تعابير الوجوه ودلالاتها.
- ترديد أغاني تعليمية مع استخدام الإشارات فيها، لتزيد من إدراك الطفل وربطه للأصوات مع الإشارات.
- تكرار أسماء الأشياء والكلمات أمام الطفل عدة مرات، حتى يحفظها ويفهم معناها.
- استخدام كرة طرية بحجم مناسب للطفل، وتدريب الطفل على تمريرها وإحضارها.
- التدرب على لعبة حلقات التراص الملونة، والتي تنمي التنسيق بين اليدين والعين عند الطفل. كما يُفضل أن تكون الحلقات مصنوعة من مواد طرية، مثل الإسفنج أو التأكد من خفة وزنها وسلامتها على الطفل.
كما يجب التحذير هنا من استخدام المشايات للأطفال، فلقد وجدت الدراسات الحديثة أن المشاية تؤخر من نمو عضلات الأرجل عند الأطفال، وقد تتسبب بتشوهات جسمانية وذهنية لهم.
الألعاب التعليمية للرضع من عمر 9 أشهر حتى السنة
يتطور الطفل بشكل ملحوظ في هذا العمر في جميع مهاراته الحسية والإدراكية والحركية والاجتماعية. ومن أبرز المهارات التي يستطيع الطفل القيام بها في هذا العمر نذكر:
- التعلق بوالديه ومربيه.
- تمييز الغرباء وإظهار القلق منهم.
- فهم بعض الكلمات والتفاعل معها.
- تقليد الحركات البسيطة أثناء اللعب.
- القيام ببعض الإشارات.
- إصدار الكثير من الأصوات.
- محاولة اكتشاف الأشياء بشكل واضح.
- الزحف.
- إمكانية الوقوف، وقد يقوم بعض الأطفال بالاستناد على الأثاث والتحرك لبعض خطوات.
- الإمساك بالأشياء بيد واحدة.
كما يلعب هذا العمر دوراً كبيراً في نمو عضلات الطفل وفي تنمية ذكاء الطفل ومهاراته الإدراكية والمعرفية، لذلك يجب اختيار الألعاب التعليمية بعناية، ومن أفضل الألعاب التعليمية التي تطور الطفل في هذا العمر نذكر:
- المكعبات الملونة، التي يمكن تركيبها وتجميعها.
- الكتب التعليمية التي تحتوي على الأشكال والألوان.
- التشارك في اللعب مع أطفال آخرين.
لكن ننوه هنا أن الطفل بهذا العمر لا يكون قادر على مشاركة الأطفال باللعب، لذلك يكفي اللعب لوحده بالقرب من طفل آخر حتى تنمو مهاراته الاجتماعية. - الألعاب التي تصدر أصوات عند الضغط عليها.
- السيارات الملونة الصغيرة.
كما يمكن هنا البدء باستخدام الألعاب التي تحتوي على البطاريات، مثل الهاتف الملون الذي يصدر الأصوات، لكن يجب إبقاء الطفل تحت المراقبة عند استخدامه لألعاب البطاريات خوفاً عليه من ابتلاعها أو العبث بها.
الألعاب التعليمية للرضع من عمر سنة حتى سنتين
تتطور في هذا العمر مهارات الطفل الحركية ويزداد إدراكه العقلي والاجتماعي بشكل ملحوظ. كما يمتلك الطفل في هذا العمر مهارات لا حصر لها، نذكر من أبرزها:
- القدرة على المشي.
- تأدية بعض الحركات والرقصات.
- الترنيم مع بعض الأغنيات.
- تكرار بعض الكلمات.
- التفكير الإبداعي.
كما تستخدم في هذه المرحلة الألعاب التعليمية التي تساعد الرضيع في اكتشاف العالم من حوله أكثر، بالإضافة إلى الألعاب التي تساعده على نمو عضلاته وحركاته. والألعاب التي تؤثر على سلوكه.
ومن أفضل الألعاب التعليمية للرضع في هذا العمر نذكر:
- ألعاب الألغاز والتركيب الملونة، مثل: المكعبات أو صندوق الأشكال.
- ألعاب الحركة والجر، مثل: العربات أو الشاحنات أو السيارات.
- الألعاب التشاركية مع الأطفال الآخرين، وقد لا يتفاعل جميع الأطفال مع هذه الألعاب في هذا العمر لكن سيساهم لعب الطفل ولو لوحده أمام بقية الأطفال في نموه وتعليمه.
- ألعاب الأصوات والألوان، مثل بيانو الألوان الصغير.
- الكتب التعليمية والقصصية المخصصة لهذا العمر.
نصائح عند اختيار الألعاب التعليمية للأطفال الرضع
يجب أن يتم اختيار ألعاب الأطفال الرضع بعناية شديدة، كما يجب الحرص على مراعاة عدد من الأمور الهامة، نذكر من أبرزها:
- اختيار حجم مناسب للعبة، بحيث لا تكون صغيرة فيقوم الطفل بابتلاعها، ولا كبيرة فتشكل خطراً على الطفل.
- يجب اختيار الألعاب خفيفة الوزن بالنسبة إلى الطفل، فالألعاب التي يجدها الشخص البالغ خفيفة قد تكون ثقيلة على الرضيع. لذلك يجب التأكد من مدى ملائمة وزن اللعبة مع قدرات الرضيع.
- التأكد من المواد الداخلة في صناعة ألعاب الأطفال، وذلك لأن بعض الشركات المُصنعة قد تستخدم مواد ضارة لجعل الألعاب أرخص ثمناً. لذلك من الضروري التأكد من سلامة المواد الداخلة في التصنيع، وعدم احتواء الألعاب على مواد سامة تؤذي الطفل. مثل الزرنيخ أو الرصاص أو الزئبق أو غير ذلك…
- تجنب الألعاب التي تحتوي على سلاسل طويلة –أكثر من 30سم- وذلك لأن الطفل قد يؤذي بها نفسه أو أطفال آخرين حوله. كما يمكن التخفيف من خطر هذه السلاسل من خلال ربطها وعقدها إلى عدة عقد.
- يجب إبقاء الطفل تحت المراقبة أثناء لعبه. وذلك للتدخل السريع في حال دعت الحاجة إلى ذلك.
- التأكد من أمن وسلامة مكان اللعب، وخلوه من كل ما يشكل خطراً على الرضيع، كالكهرباء أو الحرارة أو الأدوات الحادة أو المواد الكيمائية -كالأدوية والمنظفات وغير ذلك-.
كلمة أخيرة
في نهاية المطاف وعلى الرغم من الفائدة الكبيرة التي تحققها الألعاب التعليمية للرضع إلا أننا لا نستطيع أن نحدد مدى استجابة الأطفال الرضع مع هذه الألعاب، وذلك بسبب اختلاف وتفاوت تفاعل الأطفال معها. كما ولم يتمكن الباحثون حتى يومنا هذا بالجزم بالأسباب التي تؤدي إلى هذه الاختلافات بالاستجابة.
انتهت مقالتنا التي تناولنا فيها دليلاً كاملاً عن أفضل الألعاب التعليمية للرضع حسب عمرهم ومهاراتهم.
شكرا لك على تخصيص جزء من وقتك لقراءة المقالة كاملة، ولا تنس مشاركتها من خلال أزرار المشاركة المبينة أسفله.
المصادر
مواضيع قد تهمك أيضاً:
- الألعاب التعليمية للأطفال في الروضة
- دليلك الشامل لاختيار الألعاب المناسبة لطفلك وطفلتك
- أشهر ألعاب الفيديو في العالم
- متطلبات تشغيل لعبة NOT TONIGHT على الكمبيوتر
- متطلبات تشغيل لعبة Light Fall على الكمبيوتر
شارك المقالة!