ربما الكثير من الآباء والأمهات فكروا في ما هي أفضل الطرق للوقاية من خطر الألعاب الإلكترونية، ولعلنا نخصص هذا المقال للإجابة على هذا التساؤل المهم ونعطي حلولاً عملية مجربة وسهلة.
لكن بداية وقبل أن نتكلم عن أفضل الطرق للوقاية من خطر الألعاب الإلكترونية، ينبغي أن نعلم أن هناك فوائد للألعاب الإلكترونية على النفس والعقل، كما أن هناك مخاطر قد تكون ضارة عليهما بنسب متفاوتة، قد يصل بعضها مع الإفراط إلى حالات إدمان أو انحراف أو حتى إجرام.
وقبل ذلك، ينبغي أن نطرح التساؤلات المهمة التالية:
ما هي أهمية الألعاب الإلكترونية وفوائدها الأساسية؟
و ما هي العناصر الأساسية المكونة للألعاب الإلكترونية؟
ثم ما هي أفضل الطرق للوقاية من خطر الألعاب الإلكترونية؟
وربما السؤال الأهم بعد ذلك، هو كيف يمكننا أن نستفيد منها دون أن نحرم أولادنا متعة اللعب ونجنبهم مخاطرها؟
وهذا ما نود الإجابة عنه من خلال هذه المقالة المفصلة، هيا بنا إذن.
مهمة الألعاب الإلكترونية ضرورية للتعلم واللعب
لابد لأن نعلم أولاً وقبل كل شيء أن جميع التطبيقات التي نعرفها أولا نعرفها قد تم إعدادها وتطويرها وبرمجتها –في الأصل- بهدف اللعب والتسلية والترفيه وصقل المهارات المختلفة، وهذه حقيقة لابد من الإقرار بها ولو على وجه العموم والتساهل.
والدليل على ذلك، ما أظهرت الدراسات المختلفة لتأثير اللعب في نفسية الأطفال من فوائد جمة، من تحفيز أدمغتهم، وتنشيط تفكيرهم، وتعديل مزاجهم –ونقصد هنا إن كان اللعب يتم بشكل متوازن ومعقول طبعاً دونما إفراط أو إدمان–.
ومما يدعم هذا الطرح ما نشرته مجلة Frontiers in Psychology– وهي مجلة مختصة في علم النفس- عام 2014، أن بعض ألعاب الفيديو يمكن أن تحسّن الحالة المزاجية للاعبين وتحسّن إيقاع نبض قلوبهم، مما يشعر أنها إشارة على أن هذه الألعاب قد تساعد أيضاً في تخفيف التوتر والتخلص من القلق والشعور بالسعادة والمتعة.
وبطبيعة الحال، ينبغي أن تكون ممارسة هذه الألعاب باعتدال وتوازن، مع الحرص الشديد –من جهة الآباء وأولياء الأمور– على اختيار اللعبة المناسبة والملاءمة لسن اللاعب كانوا أطفالاً أم مراهقين؛ وتجنُّب الألعاب ذات المحتوى العنيف أو الشاذ أو الجنسي الذي قد يترك آثاراً نفسية سلبية قد يصعب التخلص منها، وهذا ما يجب أن ينتبه إليه الآباء بالدرجة الأولى.
وقد خصصنا مقالاً مفصلاً تحدثنا فيه عن أهم فوائد ألعاب الفيديو لمن أراد أن يطلع عليه ويستفيد منه.
أهم تجليات وفوائد الألعاب الإلكترونية
ويمكن أن نلخص أهم فوائد ألعاب الفيديو في كونها:
- تحفز العقل على التفكير السليم.
- تنمي في اللاعب قوة الذاكرة، وتنشيط الذكاء.
- تطور حس المبادرة لدى اللاعب وترفع من مستوى تخطيطه وتدبيره.
- تعلمه كيف يتحكم في لغة التكنولوجيا ويتمكن منها.
- تدفعه إلى قوة النظر والتركيز والانتباه.
- تلزمه بحل المشكلات وفك الألغاز، وهذا يساعد في تنمية العقل والبديهة.
- بعض الألعاب تثير الخيال والتأمل والإبداع.
- تجعله يستمتع ويشعر بقيمة نفسه وإنجازاته، ويربط علاقات اجتماعية…الخ.
والسؤال المهم هنا، هل كل الألعاب الإلكترونية هي خالية من المخاطر والأضرار والمخالفات أم لا؟
والجواب واضح جداً ونعرفه جميعاً.
لكن قبل الكلام عن أفضل الطرق للوقاية من خطر الألعاب الإلكترونية، ينبغي أولاً أن ندرك حقيقة ما تقدمه هذه الألعاب بحسب نظر الخبراء إليها وإلى مكوناتها، حتى نعرف كيفية التعامل معها وتجنب ما يمكن أن يكون ضاراً أو خطيراً منها.
على وجه العموم، هناك عناصر أساسية حددها الخبراء بعد استقصاء وبحث في كل الألعاب سواء التعليمية أو الالكترونية أو الورقية أو غيرها.
العناصر الأساسية المكونة للألعاب الإلكترونية
منذ اختراع أول لعبة إلكترونية في أواخر السنيتيات من قبل المهندس رالف إتش باير -الذي لقب على إثر اختراعه هذا ب ” أبو ألعاب الفيديو ” لأنه أول من ابتكر ألعاب الفيديو في العالم، عندما أصدر لعبته المسماة “Magnavox Odyssey“–، إلى يومنا هذا وحال الألعاب الإلكترونية في عناصرها المكونة ظل كما هو، حتى وإن تطورت المحتويات وتعددت الأصناف وتنوعت انماط اللعب.
وكل ذلك، لم يؤثر بأي شكل من الأشكال على أهم العناصر الأساسية المكونة للألعاب الإلكترونية، التي تحدد في عناصر معينة وضرورية، ينبغي أن تتواجد في كل الألعاب الإلكترونية، بصرف النظر عن نوعها وصنفها وجنسها.
وأما بالنسبة لهذه العناصر الأساسية المكونة للألعاب الإلكترونية، يمكن حصرها في الأمور التالية:
- الهدف: يكون بغرض التعليم ويحقق غاية تعليمية أو مهارة أو معرفة خاصة أو غير ذلك.
- القواعد:أن يكون للعبة قواعد واضحة المعالم تحدد كيفية اللعب من أوله إلى آخره.
- المنافسة: ارتكاز اللعبة على عنصر المنافسة وقد يكون ذلك بين متعلم وغيره أو بين المتعلم والجهاز، وذلك من أجل إتقان مهارة ما، أو تحقيق هدف ما يطمح إليه.
- التحدي:أن تحتوي اللعبة على عنصر التحدي الذي يستدعي كل قدرات الفرد في حدود ممكنة للتغلب على منافسه بطرق مشروعة.
- الخيال:أن يكون فيها قدر من الخيال والابتكار.
- الترفيه:أن تلبي رغبة اللاعب من حيث الترفيه والتسلية والمتعة، مع مراعاة التوازن بين المتعة والترفيه والمحتوى التعليمي الجيد.
أفضل الطرق للوقاية من خطر الألعاب الإلكترونية
ولعل من أهم وأفضل الطرق للوقاية من خطر الألعاب الإلكترونية وفق ما قررته الأبحاث والدراسات، وأكده خبراء علم النفس والتربية يتجلى فيما يلي:
- اختيار أفضل الألعاب التعليمية وفق السن المسموح به
- مصاحبة الأبناء عند شراء الألعاب
- مشاركة الأطفال في حزمة الألعاب والتعرف على تفاصيلها
- الحرص على معرفة تصنيفات الألعاب ومميزاتها وعيوبها
- استشارة الأخصائيين التربويين عند ملاحظة اضطراب في سلوك الطفل.
- إنشاء حساب خاص بهم مع تحديد العمر الحقيقي وليس الافتراضي
- تقديم للأطفال بدائل أخرى مفيدة وممتعة
- ضبط وتنظيم أوقات للعب، ويستحسن ألا تتجاوز 3 ساعات كحد أقصى في اليوم.
- تعويد الأطفال على وضع منبه عندما يستخدموا الألعاب ومراقبة الساعة.
- إرشاد الأطفال وتوعيتهم لكي يختاروا ما يناسبهم من الألعاب المفيدة
- تشجيع الأطفال على شراء الألعاب المميزة خصوصاً اليدوية والذهنية
- تعويد الأبناء على ممارسة التمارين الرياضية حتى يحافظوا على قوة أبدانهم ورشاقة أجسامهم.
أفضل طرق الإستفادة من الألعاب الإلكترونية دون الوقوع في مخاطرها
ربما يكون أهم دور في هذه المهمة تقع مسؤوليته على الأبوين بشكل خاص، لأنهم يمثلون الدرع الواقي فيما قد يهدد أبناءهم من مخاطر.
وهنا ينبغي أن يكونا الأبوين على قدر كبير من الحيطة والحذر مما قد يجر أولادهم -بسبب لعب بعض الألعاب الإلكترونية- إلى مشاكل ومخاطر هم في غنى عنها.
لذلك، كان دور الأبوين الرئيسي شبيها بدور المصفاة، لكي ينتقى ما ينفع ويترك ما يضر، وحتى لا يقع حرمان من اللعب ولا يتجاوز اللعب إلى ما فيه خطر أو ضرر على الأولاد.
- تحديد زمن اللعب ومدته ومناسبته، بحيث يختار من الألعاب ما حدد سنه حتى يتناسب مع سن الطفل ويغطي حاجته منه.
- التشديد على محتوى اللعب والحرص على اللعب بها قبل أن يباشرها الطفل أو الولد، والإطلاع على تفاصيلها ورأي الخبراء فيها وتقييم الأباء لها.
- اختيار وقت استراحة من اللعب بعد نصف ساعة او 40 دقيقة على الأكثر، بتغيير نشاطه إلى تمارين منزلية أو انشطة في البيت أو خارجه، كالخروج مثلاً في نزهة أو إلى الحديقة أو اصطحابه لاقتناء شيء يخص البيت أو ما شابه.
- إتاحة الفرصة لعادات بديلة ومتنوعة حتى لا يتعلق الطفل باللعب الألكترونية ويصير مدمنا لها، مثل توليته مسؤولية ترتيب غرفته، وتنظيم أدواته، والاعنتاء بملابسه وأغراضه ولعبه، غرس فيه حب قراءة القصص، وممارسة بعض أنواع الرياضة مثل تعليمه السباحة وسياقة الدراجة الهوائية وغير ذلك.
كلمة أخيرة
كان هذا كل ما لدينا من مقال أفضل الطرق للوقاية من خطر الألعاب الإلكترونية والذي تكلمنا فيه عن أهمية الألعاب الإلكترونية وفوائدها الأساسية.
كما حددنا أيضاً العناصر الأساسية المكونة للألعاب الإلكترونية، ثم تطرقنا لأفضل الطرق للوقاية من خطر الألعاب الإلكترونية.
وأوضحنا أيضاً كيف يمكننا أن نستفيد من هذه الألعاب الإلكترونية دون أن نحرم أولادنا متعة اللعب ودون الوقوع في مخاطرها.
شكرا لك على وقتك، وإذا أعجبك هذا المحتوى وتريد أن تتوصل بالمزيد من المقالات المشابهة والمتعلقة بألعاب الفيديو؛
فندعوك أن تشترك في خدمة التنبيهات عبر الضغط على الجرس الأزرق في أسفل الصفحة، وأن تُعجب بصفحتنا على الفيسبوك وتتابعنا على حساب تويتر وكذا على حساب انستغرام لنبقى على تواصلٍ دائمٍ.
لا تنس مشاركة المقالة مع أصدقائك من خلال الأزرار المبينة أسفله.
مواضيع قد تهمك أيضاً:
- الألعاب الإلكترونية: عناصرها الأساسية، إيجابياتها وسلبياتها
- الألعاب التعليمية للأطفال في الروضة
- مخاطر ألعاب الفيديو على الشباب
- مخاطر ألعاب الفيديو وعلامات إدمانها
- 7 طرق لعلاج إدمان الألعاب الإلكترونية والتخلص منه تدريجيا