نقدم لك اليوم عزيزنا القارئ دليلك الشامل لاختيار الألعاب المناسبة لطفلك وطفلتك، حيث إن الألعاب في الآونة الأخيرة أصبحت أكثر تعقيدًا، وذلك لكي تواكب تفكير الأطفال في هذا الزمن، خاصةً في ظل التطورات التكنولوجية التي تجذب الصغار إليها، مما جعل من الصعب لفت انتباههم لبعض الألعاب.
لذلك سنتعرف من خلال هذا المقال على كل ما يتعلق بالألعاب المفيدة للطفل.
دليلك الشامل لاختيار الألعاب المناسبة لطفلك وطفلتك
يمكننا القول إن الألعاب بالنسبة للأطفال أكثر من مجرد لعبة للتسلية وينتهي وقتها فقط، وذلك لأنهم يتعلقون بها كثيرًا، لذلك يجب الحرص عند تقديم لعبة لطفلك أن تكون ممتعة بالنسبة له.
كما يجب أن تكون اللعبة مناسبة لعمره، وآمنة، وبها خصائص محفزة ومُعَلِّمةٌ له، وذلك يتوافق مع مقولة إحدى الأخصائيات النفسيين للأطفال وهي فيكي باناتشيوني، حيث صرحت بأنه:
“يجب التفكير في اللعب كأدوات تعليمية تنموية”.
لذلك عند اتخاذ قرار شراء لعبة لصغيرك يجب أن تضع بعض الأمور الهامة في الاعتبار حتى يحصل على أكبر فائدة من هذه اللعبة، ومنها ما يلي:
البساطة
تعد البساطة عنصرا هاما عند اختيار الألعاب، وذلك لأن الألعاب التي تقدم للطفل تجعله لا يفكر كثيرًا، ومن ثم عدم توظيف خياله جيدًا.
فعلى سبيل المثال فإن الدمى التي تغني وترقص، وتتحدث، ولا تتيح له سوى الضغط على بعض الأزرار لتوجيهها، لا تجعله يفكر، ولا تساعده على تطوير ذكاءه.
وعلى العكس تمامًا، نجد أن الألعاب الأكثر بساطة مثل المكعبات أو مكعب ترتيب الألوان تجعله يوظف خياله، وتجعله يختار ما يريد صناعته، وهذا يدعمه ليكون أكثر إبداعا في المستقبل.
وضع حدود على الألعاب الإلكترونية وألعاب الفيديو
أصبحنًا الآن في عصر الكمبيوتر، ومن المعروف أن الأجهزة الذكية والإلكترونيات أصبحت تسيطر على عقول الأطفال بشكل عام، ومن الصعب منعهم منها.
ولكن إذا كان طفلك في سن صغير يجب أن تكون حازما بخصوص هذا الأمر.
وذلك لأنه تم إثبات وفقًا للعديد من الأبحاث أن الألعاب الإلكترونية تؤثر تأثيرًا سلبيًا على صحة الأطفال وعلى نموهم أيضًا.
فعلى سبيل المثال، فإنه من الممكن للألعاب الصاخبة أن تؤثر على حاسة السمع لديهم، والألعاب التي لا تتطلب حركة مثل معظم الألعاب الإلكترونية تتسبب في إصابتهم بالسمنة المبكرة وزيادة الوزن.
كما أنه تم اكتشاف أن الألعاب التي لا تحتاج سوى المشاهدة فقط، تعمل على دعم أسلوب التعلم السلبي، والذي يتسبب في التأثير على قدرته من حيث التفكير باستقلالية.
ومن ناحية أخرى فإن هذه الألعاب تؤثر على انتباه وتركيز الصغار، مما يؤثر على تحصيلهم العلمي والدراسي.
كما أن الأطفال الذين يعتادون على اللعب بالألعاب التي تعتمد على الأضواء، وتغييرات مستمرة في الأشكال بشكل سريع.
ولا تحتاج منه الانتباه لفترات طويلة، يصبح لديهم مشكلة في التركيز مع أي شيء ثابت مثل قراءة الكتب.
لذلك لا تترك طفلك الذي لم يكمل العامين يشاهد التلفزيون، أو تترك له الهاتف المحمول، وتجعله يجلس أمام الكمبيوتر مطلقًا.
أما بالنسبة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عامين فيجب تقييد وقت جلوسهم أمام الشاشات؛
بحيث تقتصر مدة مشاهدتهم من ساعة إلى ساعتين في اليوم كحد أقصى.
لا تنبهر بالألعاب التي يطلق عليها تعليمية
تقوم تجارة الألعاب التعليمية بانتهاز فرصة خوف الآباء على أطفالهم، وتحاول جاهدة إقناعهم أن أطفالهم لديهم نقص في تعلم بعض الأشياء والمهارات، التي ستجعلهم ذوو شأن في المستقبل.
لا نقول إن جميع هذه الألعاب سيئة بالطبع، ولكن وفقًا لمؤسسة كايزر عام 2005؛ فإن معظم الادعاءات التي تدعي بأن بعض الألعاب تدعم تفكير الطفل، وتعزز من نمو الدماغ، وتخلق جيلاً من العلماء والمبتكرين خاطئة تماما.
وبناءً على تصريحات الدكتورة روبرتا جولينكوف، رئيسة مشروع لغة الرضع بجامعة ديلاوير التي قالت:
“إن الألعاب التعليمية الحقيقية ليست الأدوات البراقة، والأدوات ذات الوعود الكبيرة، بل الأدوات الأساسية التي بنت مفكرين مبدعين لعقود من الزمن”.
لا تقدم له عدة ألعاب في وقت واحد
إذا قمت بشراء الكثير من الألعاب والدمى لطفلك، فمن الأفضل بناءً على تصريحات المتخصصين، ألا نمنحه كل هذه الألعاب مع بعضها البعض في وقتٍ واحد، وذلك لمساعدته على اكتشاف كل لعبة على حِدَة.
وفي حالة إذا كان طفلك يمتلك أكثر من لعبة من نفس النوع، قم بمنحه كلا منها على حدة بفرق أسبوعين على الأقل بين كل واحدة وأخرى.
فمثلاً إذا كان لديه 5 أدوات للفرز، فلن يحتاج إلا واحدة فقط للعب بها في هذا الوقت، وليس كلهم مع بعضهم البعض.
لا تتعجل تغيير اللعبة بأخرى
اترك لطفلك ألعابه حتى يكتفي من تعلم المهارات التي يحتاجها منها، ولا تتعجل استبدالها بلعبة جديدة، مما يضيع عليه فرصة الابتكار والبناء والتصميم مثل الذي يحدث مع لعبة المكعبات.
اختر الألعاب المناسبة لعمر طفلك
يستمتع الأطفال أكثر بالألعاب التي يمكنهم فهمها وإتقانها، والتي تتناسب مع مراحل نموهم وعمرهم.
فلا تشتري لطفلك ألعابا أكبر من عمره فتسبب له الشعور بالإحباط لعدم فهمها، أو التي تكون أصغر من عمره فتكون أصغر من تفكيره وغير داعمة لتطويره الذهني.
ولكي تتمكن من اختيار الألعاب الصحيحة لكل مرحلة عمرية اتبع النصائح الآتية:
الألعاب من عمر 0 إلى 6 أشهر
يتجاوب الأطفال -خلال هذه المرحلة العمرية- مع الألعاب التي تتميز بالحركة، والأصوات العالية، وبعض الصور القليلة بالأبيض والأسود.
ففي هذا الوقت يحاولون اكتشاف أجسامهم، وإجراء تواصل بين كلٍ من العين واليد للوصول للعبة، والتحكم بها لإمساكها جيدًا.
والألعاب المناسبة لهذه المرحلة، لعبة الشُخشيخة، والصناديق المزدحمة بالأشياء الملونة، والألعاب التي تعتمد على السحب والضغط والاهتزاز.
الألعاب من عمر 6 ـ 8 أشهر
في هذه المرحلة العمرية يكون لدى الأطفال القدرة على حمل الألعاب الصغيرة، ويستطيعون المحاولة أكثر من مرة لإتقان الأشياء.
كما يقومون بنقل الألعاب من يد لأخرى، وإلى داخل صندوق الألعاب وخارجه.
لذلك لن تتغير الألعاب عن المرحلة السابقة ولكن طريقة اللعب فقط هي التي ستتغير.
8-18 شهرًا
هنا يبدأ الطفل في معرفة أنه يمكنه اتخاذ قرار يترتب عليه نتائج، ويبدأ في القيام بتوقع كافة النتائج لتحقيق هدفه.
لذلك يقوم ببعض التصرفات بقصد تحقيق ما يريده، ومن ثم يبدأ في تجربة حجم الأشياء ومساحتها وشكلها.
والألعاب التي تعد مناسبة في هذه المرحلة هي تلك التي تعتمد على الدفع والتركيب والسحب، مثل:
- المكعبات
- ألعاب الفك
- الحلقات على الأعمدة
- أكواب التعشيش
- وأي لعبة قابلة للفك والتركيب مرة أخرى
18-24 شهرًا
هنا يبدأ الأطفال بألعاب التظاهر ولفت الانتباه، والتي تبين قدراتهم الحركية بشكل أكبر، لذلك يمكنك أن تشتري لهم الدمى، وسيارات اللعب، والشاحنات، وأطقم المطبخ.
2-4 سنوات
يكون للأطفال في هذه الفترة دور اجتماعي، ويعرفون الكثير عن العلاقات الاجتماعية والتعلق بأفراد الأسرة.
لذلك يمكننا تقديم الألعاب التي على شكل منزل صغير، أو مزرعة صغيرة، مما يجعلهم يقومون باستخدام خيالهم بشكل أكبر.
كما تساعد الطباشير الملونة، وطلاء الأظافر، وPlay-Doh والألعاب المشابهة على تطوير الإبداع لديهم.
كما يُستحسَنُ توفير الألعاب التي تعتمد على التفكير الذهني في هذا المرحلة، مثل:
- لعبة Lego،
- الألغاز المناسبة لأعمارهم
- ألعاب البناء
- الطبول
- أدوات الطبيب
- أدوات النجار
هذه الألعاب الآنفة الذكر يمكنها أن تحفز أولئك الأطفال على توظيف خيالهم بطريقة أفضل، كما ننصح بشراء سيارة الركوب الصغيرة في هذه المرحلة لأنها مناسبة.
كلمة أخيرة
وفي النهاية بعد أن قدمنا لك الدليل الشامل من أجل اختيار الألعاب المناسبة لطفلك وطفلتك يمكنك الآن اختيار الألعاب المناسبة لكل مرحلة عمرية لصغارك، والتي ستساعدهم على تطوير عقولهم، واكتساب العديد من المهارات التي ذكرنا بعضها في ثنايا المقالة.
ويمكنك التعرف على مجموعة من أفضل الألعاب التعليمية للأطفال الرضع من هنا.
شكرا لك على تخصيص جزء من وقتك لقراءة المقالة كاملة، ولا تنس مشاركة المقالة مع أصدقائك من خلال أزرار المشاركة.
المصادر
مواضيع قد تهمك أيضاً:
- Sony لم تستسلم بعد استحواذ شركة Microsoft على Activision Blizzard
- أفضل ألعاب منتسوري لعمر 6 شهور
- عشرة العاب تعليمية واستراتيجية مبتكرة للمرحلة الصغيرة
- أفضل الألعاب التعليمية للأطفال 6 سنوات
- وزارة التطوير الرقمي الأوكرانية ترسل طلب منع بيع لعبة Atomic Heart