مخاطر ألعاب الفيديو كثيرة ومختلفة، سواء كانت على الأطفال أو على الكبار، على الرغم من محاولات مصممي ألعاب الفيديو تسخير تلك الألعاب لتساعد في النمو الذهني والعقلي لدى الأطفال، وعلى الرغم أيضًا من أن الكثير من تلك الألعاب تكون مسلية وجاذبة بشكل كبير لكل الفئات العمرية، إلا أن أضرارها أكثر من محاولات جعلها مفيدة، فهناك أضرار صحية ونفسية.
بالإضافة إلى الآثار السلبية التي تسببها تلك الألعاب، وخاصةً إذا طالت مدة استخدامها، وفي ظل التوغل التكنولوجي وسيطرة الإلكترونيات على حياتنا، أصبحت تلك الأضرار مضاعفة بشكل كبير، وسوف نستعرض معكم اليوم مخاطر ألعاب الفيديو، وعلامات إدمانها، ومدى تأثيرها على الناس بشكل عام.
ما هي ألعاب الفيديو
يمكننا تعريف ألعاب الفيديو بأنها ألعاب إلكترونية تفاعلية يتم تشغيلها باستخدام أي جهاز إلكتروني متخصص، مثل الحاسب الآلي والهواتف النقالة وأجهزة التلفزيون، أيضًا يمكن أن يتم لعبها بشكل جماعي كفريق، أو يتم لعبها بشكل فردي.
كما يمكن أن تكون لعبة لا تحتاج للاتصال بشبكة الإنترنت، وهناك بعض الألعاب التي تحتاج إلى اتصال بالإنترنت، حيث يمكنك التواصل من خلالها بأشخاص حول العالم واللعب معًا كفريق واحد أو فرق متنافسة.
وقد ظهرت أول لعبة فيديو كبحث علمي، حيث اقترح عالم الرياضيات كلود شانون فكرة لعبة شطرنج عبر جهاز الحاسب الآلي عام 1950، ثم تطورت بعد ذلك الأبحاث لتنطلق أول لعبة فيديو في العالم عام 1952م تحت اسم (OXO).
مخاطر ألعاب الفيديو
بالرغم من أن ألعاب الفيديو كان المقصود بها تطوير نمو الذكاء، وتحفيز العقل على العمل بشكل أسرع، إلا أنه في الحقيقة هناك أضرار كبيرة عكسية للهدف الرئيسي، فنجد أن ألعاب الفيديو متنوعة بشكل كبير وتتضمن العديد من الأنواع، فمنها المسلي فقط ومنها العنيف، ومنها ألعاب لا أهداف لها لكنها تستحوذ على عقل اللاعب لدرجة خطيرة، مما يؤدى إلى وجود أضرار ومخاطر جسيمة، يمكننا ذكرها على النحو التالي:
- أضرار خاصة بالأطفال: وهي أضرار كثيرة ومختلفة خاصةً إذا كان الطفل في مرحلة النمو، ومنها الآتي:
- زيادة معدل العنف عند الأطفال في حالة استمرارهم للعب على فترات طويلة.
- تعمل ألعاب الفيديو على زيادة الشعور بالخمول والكسل عند الأطفال، وذلك لجلوس الطفل لفترات طويلة للعب.
- تجعل الطفل يميل إلى العزلة، حيث يقوم بقوقعة نفسه داخل حدود الشاشة التي يقوم باللعب من خلالها، فيتجنب كل الطرق للتفاعل مع الآخرين وقد يصاب بالاكتئاب نتيجة ذلك.
- زيادة احتمالية إصابة الطفل بمرض السمنة وإضعاف عضلات اليدين، وذلك لجلوسه أمام الجهاز لفترات طويلة بدلًا من اتجاهه للاشتراك في الأنشطة الرياضية.
- تعمل على تدني المستوى الدراسي للطفل لإهماله دروسه واستهلاك وقته في اللعب بألعاب الفيديو.
- تتحكم ألعاب الفيديو كذلك في وقت الطفل، فلا يشعر بالوقت الذي يمر وهو أمام شاشة اللعب.
- يؤدي استمرار الطفل في اللعب لأوقات طويلة إلى دخوله في حالة إدمان لألعاب الفيديو، مما يتطلب في بعض الأحيان التدخل من قبل الطب النفسي.
- أضرار سلبية جسدية: هناك مخاطر جسدية تسببها ألعاب الفيديو للشخص الذي يلعبها باستمرار، سواء كان كبيرًا أو صغيرًا، فالجلوس أمام الشاشات لوقت طويل يتسبب في العديد من الآلام منها:
- الإحساس بآلام في المفاصل نتيجة الجلوس لوقت طويل أمام شاشة الكمبيوتر، كما أن الإمساك بالجهاز لعدة ساعات يصيب مفاصل الرأس والرقبة واليدين.
- يؤثر اللعب بألعاب الفيديو لوقت طويل في إصابة الشخص بنقص فيتامين “د” لعدم تعرضه بشكل كافٍ للشمس نتيجة لجلوسه أمام الشاشة لعدة ساعات.
- قد يؤدي استخدام الأجهزة الإلكترونية بكثرة لظهور بعض البثور الجلدية.
- يؤدي الاعتلال العصبي المحيطي إلى حدوث تخدير باليدين، قد يصل في بعض الأحيان للإصابة بالجلطات الدموية.
- تؤدي ألعاب الفيديو إلى حدوث ضعف شديد بالنظر.
- يؤدي الجلوس لعدة ساعات أثناء اللعب بألعاب الفيديو إلى شعور بالألم الشديد أسفل الظهر.
- يؤدي السطوع غير الطبيعي الناتج عن إضاءة الشاشة إلى منع تحرر هرمون الميلاتونين الذي يتحرر في الظلام فقط، مما يتسبب في تقليل الرغبة في النوم، وتعطيل الساعة البيولوجية للجسم، ويؤدي ذلك بدوره إلى سوء المزاج، وقلة التركيز وحدوث بعض المشكلات الهرمونية في الجسم.
المخاطر الاجتماعية التي تسببها ألعاب الفيديو
تؤثر ألعاب الفيديو بشكل سلبي على حياة الإنسان الاجتماعية، سواء كان هذا الإنسان بالغاً عاقلاً، أو كان طفلاً في مرحلة النمو، ففي كلتا الحالتين نجد أن ألعاب الفيديو تلعب دورًا هامًا في التفاعل الاجتماعي بين الشخص ومن حوله، وذلك كما سنوضحه تاليًا:
- ينشئ خللًا كبيرًا في العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، فيجد الإنسان صعوبة في بناء علاقات حوارية وعدم تكيف مع المحيطين به.
- ألعاب الفيديو تجعل الطفل منفصلًا عن عالم الواقع الذي يتواجد به، ويزيد من رغبته الخيالية في التواجد في العالم الخيالي الذي يقوم بتحريكه عبر الشاشة من خلال تشغيل اللعبة.
- تخلق ألعاب الفيديو نوعاً من الأنانية لدى الطفل، واحتمالية نشوب المشاجرات بينه وبين أشقائه أو أصدقاءه على من سيأخذ الجهاز الإلكتروني كي يلعب.
- هناك بعض الألعاب التي تعمل على طرق الغش والاحتيال ليفوز البطل، مما يساعد على تعليم الطفل طرقاً غير تربوية ليتمكن من الفوز في اللعبة.
- تعتبر الغالبية العظمى من ألعاب الفيديو غربية الصنع، إن لم يكن جميعها، مما يعني أن هناك بعض العادات التي لا تناسب مجتمعاتنا يمكن أن يراها الطفل في اللعبة وهو لا يدري أنها خاطئة، فيكتسب سلوكًا غير سليم.
علامات تدل على إدمان ألعاب الفيديو
قد يتطور حب الشخص لألعاب الفيديو إلى مرحلة أخطر من مجرد الجلوس واللعب، وهي أن يصبح مهووسًا بتلك الألعاب إلى حد الإدمان، وبالنسبة للأطفال على وجه الخصوص فيمكن للأم أن تعرف إذا ما كان ابنها يعاني من إدمان ألعاب الفيديو أم لا، وذلك من خلال السطور الآتية:
- أن يكون الطفل دفاعيًا لدرجة إنكاره لوجود مشكلة اعتماده على ألعاب الفيديو حتى في وجود ما يثبت ذلك.
- إذا كانت اللعبة تتطلب الأموال لتحديثها، ستجدين أن طفلك يطلب أموالاً باستمرار، وقد يسرق في حالة رفضك لطلبه.
- شعور الطفل بأن التجمعات مع الأهل والأصدقاء مملة، وكذلك باقي الأنشطة الاجتماعية، ويرجع ذلك لاكتفائه بألعاب الفيديو التي أصبحت تسيطر عليه بشكل كامل.
- الاختباء واللعب بألعاب الفيديو في حالة رفضك للعبه أيضًا من مؤشرات إدمان الطفل لألعاب الفيديو.
- عدم التركيز والتشتيت المستمر يعتبران من علامات الإدمان والتعلق الشديد بألعاب الفيديو.
- سمنة الطفل من العلامات التي تدل على إدمانه لألعاب الفيديو خاصةً إذا كان يرفض باستمرار الاشتراك في الأنشطة البدنية والرياضية.
- العصبية الزائدة والانفعالات العدوانية تكون نتيجة حتمية لإدمان الطفل على ألعاب الفيديو.
خلاصة
إن مخاطر ألعاب الفيديو لا تقتصر فقط على الأطفال، فهناك بعض البالغين الذين يدمنون الألعاب الإلكترونية بشكل هيستيري، مما يتطلب في بعض الحالات تدخلا علاجيًّا حتى لا تتفاقم المشكلة.
وكما وضحنا هناك سهولة في اقتناء ألعاب الفيديو لانتشار الأجهزة الحديثة وتوافر شبكة الإنترنت، ولهذا يجب على الشخص البالغ أن يكون حكيمًا في استخدامه لتلك الألعاب، وأن تكون الأم متيقظة ومتابعة لما يشغل أبنائها، حتى لا تسيطر عليهم ألعاب الفيديو بشكل مرضي، وبعد أن تعرفنا على مخاطر ألعاب الفيديو وعلامات إدمانها، علينا أن نكون حريصين عند استخدامها.
شكرا لك على تخصيص جزء من وقتك لقراءة المقالة كاملة وندعوك -إذا أعجبك هذا المحتوى وتريد أن تتوصل بالمزيد من الأخبار والمراجعات والمقالات المتعلقة بألعاب الفيديو والألعاب عموما- أن تشترك في خدمة الإشعارات عبر الضغط على الجرس الظاهر على الصفحة وأن تُعجب بصفحتنا على الفيسبوك و حسابنا على تويتر و حساب انستغرام لنبقى على تواصلٍ دائمٍ.
لا تنس مشاركة المقالة مع أصدقائك من خلال أزرار المشاركة المبينة أسفله. ????????????