اليوم نقدم لكم مراجعة لعبة Detroit: Become Human، لكونها حديث المواقع المختلفة، وتتميز بطرح فلسفي يحاول تفسير علاقة الانسان بالآلة.
ربما تكون لعبة Detroit: Become Human أحدث لعبة فيديو وأكثرها طموحًا من Quantic Dream، لقد وصلت أخيرًا إلى الكمبيوتر الشخصي!
بالمناسبة، فإن كوانتيك دريم هي شركة فرنسية مطورة لألعاب الفيديو، تأسست سنة 1997، وتقوم بتوفير خدمة التقاط الحركة للأفلام والألعاب.
ديترويت: بيكم هيومن هي لعبة فيديو من أصناف الخيال العلمي، صدرت حصرياً على نظام بلاي ستيشن 4 في مايو 2018.
ثم في عام 2019 تم الإعلان الرسمي عن إصدارها على الحاسوب الشخصي (PC) من خلال متجر إيبك غيمز سطور Epic Games Store.
اللعبة من تطوير كوانتيك دريم وتكلفت بنشرها الشركة العملاقة سوني إنتراكتيف إنترتينمنت Sony Interactive Entertainment.
بعدما كانت متوفرة سابقا على جهاز PlayStation 4 صارت لعبة Detroit: Become Human مُحسَّنة من حيث الرسومات، ومزودة بدقة 4K الرائعة.
أضف إلى ذلك، أن معدل إطارات يصل إلى 60 إطارًا في الثانية، ما يجعل اللعب سريعاً واقعياً وتفاعلياً كالحقيقة تماماً هذه المرة.
فهيا بنا إذن لنتعرف على تفاصيلها، .ولنبدأ بفكرة اللعبة أولاً.
فكرة لعبة Detroit: Become Human
تتجلى فكرة لعبة Detroit: Become Human في وضع مصير البشر والأندرويد بين يديك، هذا المصير سيأخذك إلى مستقبل تصبح الآلات فيه أكثر ذكاءً من البشر.
القرارات التي تتخذها لها وقع مهم في مجرى الأحداث، فكل خيار تقوم به يؤثر على نتيجة اللعبة، وهي بلا شك واحدة من أصناف الألعاب تعقيدًا في نوعها.
قد يطرأ سؤال محير في هذا السياق، وهو ما الذي يجعلنا بشر؟ خصوصا وأن مميزات وسمات البشر الأساسية أصبحت في الآلات متطورة جداً؟
إنها ديترويت سنة 2038، لقد تطورت التكنولوجيا كثيرًا لدرجة أن البشر يشبهون الروبوتات، إنهم يتحدثون ويتصرفون مثل الناس، لكنهم مجرد آلات تخدم الناس.
العبة تتيح لك اللعب بثلاثة أشخاص آليين android، ويمكنك مشاهدة العالم في حالة من الفوضى، وربما مستقبلنا المحتمل، من خلال أعين هذه الروبوتات.
كما أنك -كلاعب في القصة- سوف تواجه معضلة وجودية وأخلاقية عويصة، وتتعلق أساساً في تحديد من سيعيش ومن سيموت، ومعه مصير البشرية.
تعتمد القصة على حركات اللاعب لهذه الشخصيات الثلاثة، لذا فهم إما ينجون أو يدمروننا بناءً على اختيارات وقرارات اللاعب -الذي هو أنت-.
لعبت الممثلة Valorie Corey دور Kara في اللعبة، ولتعزيز أبحاثهم بالشواهد الحقيقية، زار مطورو ديترويت واستشاروا العديد من خبراء الذكاء الاصطناعي لمدة عامين لإكمال اللعبة.
تم إنتاج اللعبة من قبل المطور David Cage، الذي بنى محركًا جديدًا مكملاً للعبة واستخدم مئات الممثلين قبل بدء عملية التصوير والرسوم المتحركة.
سمات لعبة Detroit: Become Human الأساسية
- اللعبة عميقة من حيث المحتوى وتتجلى في الدخول إلى عالم فيه المعضلات الوجودية والأخلاقية، وتحول الروبوتات إلى كائنات مهددة لوجود البشر.
- اللعبة تتيح لمن يعلبها النظر بأعين مختلفة عن البشر العاديين، إذ تجعله يكتشف العالم وتحديداً كيف يبدو دور الإنسان فيه من منظور الآلة.
- على اللاعب أن يقوم بإنشاء قصة طموحة حيث ستحدد قراراتك ليس فقط مصير الشخصيات الثلاثة الرئيسية، ولكن مصير مدينة ديترويت بأكملها.
- ينبغي السيطرة على أهم شخصيات اللعبة وهم: كارا وكونور وماركوس، لأن ذلك يعني الحياة أو الموت، وقد يموت أحدهم، لكن القصة يجب أن تستمر.
- المسارات كثيرة لا حصر لها، والنهايات كذلك متنوعة، وكل قرار تتخذه، مهما كان دقيقًا أو تافهاً، فهو يؤثر على نتيجة القصة بشكل ما.
- استمتع بقدر كبير من الخيارات، لأن اللعبة تعطيك عدة قرارات متاحة التي يمكنك أن تستخدمها في قصتك، لضمان استمرار الحياة في ديترويت.
شخصيات اللعبة
تدور القصة حول ثلاثة شخصيات أساسية -وهي روبوتات أندرويد-:
- كارا (Kara) التي هربت من مالكها التي كانت تخدمه لاستكشاف مشاعرها الجديدة وحماية الفتاة التي معها، ومن سماتها التمرد والعنف.
- كونور (Connor) الشخصية الأكثر اكتمالا وتميزاً وحضوراً في اللعبة، وهو البطل الذي يساعد الشرطة للقبض على المتحولين.
- ماركوس (Markus) الذي يكرس نفسه لتحرير الأندرويد الأخرين من العبودية، التي يخضعون لها في عالم البشر الكئيب.
ميزات اللعبة
- الرسومات ممتازة وتظهر في التفاصيل والإضاءة في العالم أو ملامح الشخصيات وخاصة الوجوه وتعبيراتها رغم أن بعضها يتميز بالآلية.
- لعبة نظيفة ومثيرة للإعجاب من الناحية الفنية والتصويرية، خصوصاً عند عرض المظاهر السينمائية المميزة.
- الشخصيات الرئيسية الثلاثة كلها روبوتات (وسيصبح بعضهم “متحولين”، أي أنهم سيشعرون بمشاعر إنسانية تدفعهم إلى التمرد على أسيادهم) ، ولكل منهم قصته وشخصيته المميزة والمختلفة.
- القدرة على تشكيل التجربة باختياراتك وقراراتك، فتعطي لكل شخصية تجربتها الخاصة، وهذا يمنحك الدافع لتكرار اللعبة لتنوع نهاياتها.
- أكثر ما يميز هذه اللعبة ، هو العدد الكبير من الخيارات، من الصغيرة ذات التأثير اللطيف إلى الكبيرة التي تحدد المسار وحتى حياة أحد الألعاب.
- اللعبة موجهة لعشاق الأفلام والقضايا البوليسية المعقدة، وتحتوي على مهام الاستكشاف والألغاز البسيطة، كالبحث عن آثار جريمة مثلاً.
- اللعبة فيها الكثير من مشاهد فيها صراع ومطاردة الهاربين من العدالة، أو جلسات تحقيق، أو كيفية الدفاع عن النفس، أو اتخاذ القرار الحكيم.
- هذه اللعبة رغم كونها من أصناف الخيال العلمي، إلا أنها بطريقة ما، تصور كل تفاصيل الأحداث، بشكل واقعي شبه حقيقي.
- تسمح اللعبة بقضاء بعض الوقت كالعزف على البيانو والرسم واصلاح المنزل والاعتناء به، كأنك تعيش تلك اللحظات بنفسك ويجعلها ذلك اكثر واقعية.
عيوب اللعبة
- طريقة التفاعل مع العالم مثل فتح باب أو التقاط أداة أو قراءة مجلة، تتم عن طريق تحريك العصا اليمنى بطريقة معينة وهو أمر إلى حد ما مزعج.
- تصوير العنصرية ضد الروبوتات في اللعبة لا تترك مجالًا للخيال، وليست هي إلا انعكاسًا لما نراه في عالمنا الحقيقي، من حيث فكرة اللعبة.
- فكرة الإحساس والشعور بالمشاعر الإنسانية ليس بالأمر الجديد عندما يتعلق الأمر بالكائنات الآلية، هو نمط متكرر وقدم بشكل أفضل في السابق.
- القصة ربما فقدت الكثير من سحرها بمجرد انتقالها من التعامل مع الحياة اليومية لنظام Android إلى محاولة سرد حدث ضخم سيغير شكل الحضارة.
- اللعبة لم تعرف نجاحا كبيراً أو جديدًا على مستوى القصة، ومن المؤكد أن جمهورها سيكون محصور فقط في عشاق الذكاء الاصطناعي.
- السرد القصصي معيب، لأنه يصور الجنسين -الإنسان والآلة- غير قادر على التعامل مع الجنس المخالف، ولا تعطي حلولاً للتعايش السلمي مثلاً.
بعض تقييمات النقاد للعبة Detroit: Become Human
من المهم جداً أن نطلع على آراء وتقييمات بعض النقاد، لنعلم ما هي انطباعاتهم بشأن لعبة Detroit: Become Human.
ذكر موقع The Verge في شأن اللعبة:
“ديترويت هي لعبة رائعة، وقد تم تقديمها بمستوى فيه الكثير من العناية ودقيق في التفاصيل المرئية، وهو أمر قلما يحدث حتى في العالم ذو الأبعاد الفلسفية المميزة لألعاب الفيديو المشهورة. لكن كل هذا العمل يبدو ضائعًا ، مرتبطًا بقصة تبدو في النهاية بلا معنى. في ديترويت ، يمكن أن تحلم androids. ولكن لا يبدو أن مبتكري اللعبة يحلمون بأي شيء جديد يذكر.”
بينما موقع Trusted Reviews أشاد باللعبة من وجه وعابها من آخر:
ديترويت: التحول إلى إنسان أمر معقد. إنها أعجوبة تكنولوجية مع عروض رائعة وسرد ترفيهي في جوهرها. يتم منح كل من Kara و Connor و Markus مساحة كافية للتنفس كشخصيات تشعر أنك متصل بها جميعًا. لقد اهتممت بالمكان الذي ستنتهي فيه قصصهم … لسوء الحظ ، تجاوز Quantic Dream حدوده وخلط الماء بعناصر موضوعية تشعر بالتعامل معها بشكل محرج.
أما موقع Slant Magazine فقد انتقد اللعبة بشكل ساخر:
“تعتقد اللعبة أنها نسخة خيال علمي من Eyes on the Prize ، في حين أنها أقرب إلى إعلان خيال علمي Kendall Jenner Pepsi.”
الفيديو الترويجي للعبة ديترويت: بيكم هيومن
كانت هذه مراجعة لعبة Detroit: Become Human، ذكرنا فيها معلومات عن اللعبة وفكرتها الأساسية، وسماتها المميزة لها، وأهم شخصياتها، كما تكلمنا عن إيجابياتها وسلبياتها، وتقييمات النقاد لها.
وأنت عزيزي القارئ هل تتوقع أن علاقة بين الإنسان والآلة علاقة وفاق وتكامل؟ أم علاقة تسلط ودمار وفناء؟ أخبرنا من خلال خانة التعليقات مشكوراً.
ونتمنى في النهاية أن تكون هذه المقالة قد أعجبتك وأجابت عن تساؤلاتك، ويسعدنا أن تشاركها مع أصدقائك من خلال أزرار المشاركة أسفله ????????????.
شكراً على وقتك.
مواضيع قد تهمك أيضاً:
- أكد رئيس PlayStation Studios أن الألعاب المستقبلية من Sony ستنتظر مدة عام على الأقل قبل طرحها على الـPC
- Hideo Kojima يعلن عن تعاونه مع إكسبوكس على تطوير لعبه جديدة
- MultiVersus سيحصل على نسخة تجريبية مجانية الأسبوع القادم
- صدور أول مراجعة حول لعبة Kirby and the Forgotten Land
- مراجعة لعبة Ghostrunner