لعل أهم المواضيع التي تؤرق الآباء والأمهات هي إدراك وفهم تأثير الألعاب الإلكترونية على الأبناء، إن كنت واحدامنهم، فإليك خريطة الكنز للآباء والأمهات!
أهلاً بكم في رحلة البحث عن الكنز المفقود: “كيف نعرف تأثير الألعاب الإلكترونية على أبنائنا دون أن نفقد عقولنا؟ طبعاً، ليس لتلك الدرجة، لكن أحياناً قريباً من ذلك”
إذا كنت تتساءل: “هل طفلي في طريقه ليصبح عبقريًا رقميًا، أم أنه يتدرب على التحول إلى مخلوق ليلي لا ينام؟ ربما لا هذا ولا ذلك، وربما هو في منزلة بين المنزلتين”
أقولك لا تقلق. لأننا سنقدم لك خريطة الكنز التي ستجعلك قائدًا حكيمًا في عالم أبنائك الافتراضي.
هيا بنا إذاً.
فهم تأثير الألعاب الإلكترونية على الأبناء: خريطة الكنز للآباء والأمهات!
السر الأول: “افهم اللعبة لتفهم ابنك!”
لنبدأ من القاعدة الذهبية: لا يمكنك هزيمة عدو لا تعرفه وهذا ينطبق على ألعاب أبنك أيضاً. فبدلًا من الصراخ المتكرر: “أطفئ الجهاز فورًا وإلا…!”، لماذا لا تجرب فهم اللعبة؟ هنا تبدأ رحلتك التحليلية:
- هل اللعبة تطور مهاراته؟ إذا كان يحل الألغاز ويستخدم التفكير المنطقي، تهانينا! ربما يكبر لن يصير أينشتاين ولكنه لعله يكتسب ذكاء ما. أما إذا كانت اللعبة تدور حول سحق الزومبي بلا هدف، فربما عليك إعادة النظر في هذه الحالة وقد يستفيد في التغلب على مخاوفه والتحكم في عواطفه بعض الشيء، وهذا طبعاً يقوي شخصيته، ومهم في الوقت نفسه.
- كيف تؤثر اللعبة على مزاجه؟ هل يتحول إلى فيلسوف هادئ بعد الفوز، أم أنك تجد نفسك أمام إعصار غضب بعد كل خسارة؟ أم تجده ينفعل ويصرخ ويصيح بلا سبب؟
- هل تحفز اللعبة إبداعه أم تدفعه إلى الإدمان؟ إذا كانت عينيه تشبهان شاشات صغيرة مضيئة، فقد حان وقت التدخل، حتى لا يتسبب اللعب في اضطراره لارتداء النظارات.
تذكر: كل لعبة هي عالم مستقل، وأنت بحاجة إلى جواز سفر للدخول إليه وفهم قواعده وأسراره.
السر الثاني: “قوانين اللعب – الأهل يصدرون الدستور!”
إن كنت تعتقد أن ترك طفلك يلعب بلا حدود سيجعله سعيدًا طوال الوقت، فأنت مخطئ … وربما قريبًا جدًا سيكون جهازك أيضًا ضحية “نوبة غضب رقمية” أو ركلات مفاجئة.
ما هو الحل؟
الحل في أن تضع قواعد واضحة ومحددة، لكن دعها مرنة بما يكفي لتجنب ثورة منزلية وصراخ مزعج أو ضرب مبرح، كل الحلول ينبغي أن تكون وفق العقل والحلم والحكمة.
- حدد ساعات اللعب: لا تجعل الأمر أشبه بجدول عسكري صارم لا يقبل التفاوض حاول أن يكون الأمر متوازناً بين وقت اللعب، الدراسة، والنوم (تذكر أن النوم ليس عدوًا!).
- شارك طفلك اللعب أحيانًا: هذا ليس فقط وسيلة لفهم اهتماماته، بل أيضًا فرصة ذهبية لتثبت له أنك “لا تزال تمتلك المهارات القديمة!”.
- اختر ألعابًا ذات قيمة: إذا وجدت لعبة تجمع بين التعليم والمتعة، فهذا هو المطلوب. أما إذا كانت مليئة بالعنف والصراخ، فربما تحتاج إلى التفكير مرتين قبل السماح بها.
السر الثالث: “الحياة ليست شاشة فقط”
اعلم الألعاب الإلكترونية جيدة، لكن الحياة الواقعية لا تقل أهمية بل هي أهم بكثير لأنه وببساطة العالم الذي نعيش فيه مليء بالمغامرات التي لا تحتاج بالضرورة إلى ذراع تحكم.
- شجع الأنشطة البدنية: هل جرّبت أن تجعل طفلك يلعب كرة القدم أو ينضم إلى فريق رياضي أو نادي تايكواندو أو كاراتيه أو ملاكمة؟ إنه أفضل من قضاء ساعات أمام شاشة.
- ادفعه إلى استكشاف مواهبه: ربما لديه موهبة في الرسم، التركيب أو التخطيط أو التصميم، أو حتى البرمجة. ساعده على اكتشاف ذلك من خلال الألعاب التي تحفز تلك المهارة.
- كن قدوة: إذا كنت مهووس بهاتفك، فلا تتوقع من طفلك أن يترك جهازه، فيما أنت تشاهد اكثر وقتك الحاسب الشخصي أو الهاتف حتى لو كررت الكلام عن أهمية القراءة.
القاعدة الذهبية: “أنت القائد، لكن كن لاعبًا أيضًا!”
لتنجح في تطبيق هذه الخريطة، عليك أن تبدأ بنفسك وربما لم يكن الأمر بتلك السهولة، بل سيحتاج إرادة قوية منك، وتغيير أنماط غالبيتنا اعتاد عليها في زمن التكنولوجيا الرهيبة.
- استيقظ مبكرًا.
- مارس الرياضة.
- توقف عن الشكوى من “جيلهم هذا الذي لا يفهم المسؤولية”.
عندما يراك طفلك تتحكم في وقتك وتعيش حياة متوازنة، سيبدأ تلقائيًا بتقليدك.
النهاية: الكنز في متناول يديك!
لنكن صادقين، الألعاب الإلكترونية ليست هي الشيطان الذي يفسد أطفالنا وأحياناً قد تكون، لكنها أيضًا ليست المنقذ الذي سيحولهم إلى عباقرة.
التوازن هو المفتاح. ضع الخطة، نفذها بحكمة، وكن جاهزًا لمواجهة الردود المشهورة المملة:
“أرجوك، خمس دقائق فقط!”
وفي الحقيقة، الخمس دقائق لن تنتهي، وهذا عام في كل الاطفال والأولاد تجدهم ينغمسون في اللعب إلى حد النسيان، ولذلك ينبغي أن تضع للعب حداً تقف عنده.
أيها الأب وأيتها الأم فقط تذكر: أن خريطة الكنز تبدأ منك وتنتهي بهم.
أتمنى أن تكون هذه جولة ممتعة لمعرفة و فهم تأثير الألعاب الإلكترونية على الأبناء من خلال خريطة الكنز للآباء والأمهات.
ربما أغلب الحلول التي قدمناها نعرفها جيداً أو أغلبها على الاقل، لكن هل نطبقها في حياتنا بالشكل المطلوب وعلى الدوام؟ هذا هو السؤال المهم.
لذا، يجب أن نجعلها -كآباء وأمهات- حقيقة لها تأثير إيجابي وفعال وحي في أبناءنا وبناتنا، لا نمنعهم من اللعب ولا نفوت عليهم فرصة التعلم في نفس الوقت!
مواضيع قد تهمك أيضاً:
- تأثير التهديدات الإلكترونية والقرصنة على عالم الألعاب
- متطلبات تشغيل لعبة Among Trees على الكمبيوتر
- ما يجب أن يعرفه الآباء عن لعبة The Last of Us
- عودة مفاجئة لـ CM Punk في WWE 2K24
- الألعاب التعليمية للأطفال 4 سنوات
شارك المقالة!