في هذا المقال سنبين لك عزيزي القارئ 7 طرق مجربة لعلاج إدمان الألعاب الإلكترونية، ستجعلك تتخلص من إدمان ألعاب الفيديو تدريجيا إن شاء الله تعالى.
كلنا يعرف أن للتطور التكنولوجي اليوم العديد من المزايا والإيجابيات، وهذه حقيقة يدركها معضم الناس إن لم نقل كلهم.
فيظن الناس أن تلك أجهزة مثل الحاسوب أو الهواتف النقالة وغيرها، ما هي إلا مجرد وسائل ترفيه وتسلية وتعلم، وضرورة نفسية، وليس فيها خطر ولا ضرر.
يا ليت كان الأمر مقتصرا على هذا القدر النافع منه !
ولذلك قررنا أن نقدم لك عزيزي القارئ بعض الطرق الناجعة للحد من خطر الإدمان على الألعاب الإلكترونية في شكل نصائح قد تساعد على التخلص من آثارها السلبية.
ما هو الإدمان؟ وكيف يحصل؟
إن إدمان الألعاب الإلكترونية هو أمر شبيه جداً بتعاطي المخدرات، وعبارة عن عدم القدرة على الابتعاد عن شيء نرغبه بشدة، ولا نستطيع التوقف عن طلبه بصرف النظر عما إذا كان ذاك الشيء ضاراً او خطيراً، وإن كان في حالة الألعاب الإلكترونية فيه بعض الفوائد والمزايا.
لكن علامة إدمان الألعاب الإلكترونية تظهر في قضاء ساعات طويلة في اللعب من دون أن يشعر المدمن أن ساعات طوال قد سرقت منه بدون شعور، فيتحول هذا الإدمان إلى نمط متكرر.
ولذلك غالبًا ما يكون التخلص من الإدمان في شتى مظاهره أمراً صعباً للغاية، لأنه يتطلب التخلي عن شيء محبوب ومطلوب اعتاد المدمن عليه وألفه.
غير أن هنالك طرق مجربة للعلاج من معضلة الإدمان على الألعاب والحد من سطلتها، لأن استعمال الأجهزة الإلكترونية صار سهلاً لأقصى حدٍ، ويمكن استخدامها في كل مكان وزمان.
والعلاج منه لابد أن تسبقه إرادة واضحة وقوية حتى يتسنى للمدمن التحكم في رغبته، و الحد من إشباع هوسه باللعب.
فليس الحل في الحرمان منه، لأن ذلك سيؤدي إلى زيادة التعلق به، وهو عكس ما نريد.
لكن قبل أن نمر إلى العلاج لابد أن ندرك أصل مشكلة الإدمان.
إدراك أصل مشكلة من أن كثرة اللعب يسبب الإدمان
إدراك أصل مشكلة الخطوة الأولى والأساسية التي يجب أن نعرفها هي أن نفهم حقيقة المشكل التي دفعت الشخص المدمن للإدمان، وحجمه وحقيقته، ونحسن تشخيصه.
وبغير ذلك نكون كالذي يعطي دواء غير مناسب لمريض يحتاج لدواءٍ خاص بمثل مرضه وعلته، فقد يكون ضرر ذلك الدواء المقدم له أكثر نفعه، وتتحول المشكلة إلى مشكلتين.
ومن الضروري في هذا السياق طرح الأسئلة المناسبة على المدمن حتى يجيب عنها بنفسه ويستوعبها
كما أنه من المؤكد أن الإدمان “يجبر” صاحبه بطريقة أو أخرى على الاستجابة لمتطلباته النفسية حتى يحقق له الرضا والسعادة والنشوة والمتعة، وهو ما يجعل الإغراء للإدمان قوياً، وتكرار التجربة ملحاً بالنسبة للمدمن.
طرح الأسئلة المناسبة على المدمن لتحديد مدى معرفته بطبيعة إدمانه
هل تعتبر اللعب لساعات حالة طبيعية أم مشكلة ينبغي وجود حل لها؟
هل تستطيع أن تستغني عن اللعب لفترات في اليوم؟ أو ليوم كامل أو أكثر؟
هل تدرك أنواع المشاكل التي قد يسببها لك كثرة اللعب؟ وهل للعب أضرار ومساؤئ؟
ألا تحس أحياناً برغبة في التوقف عن اللعب والقيام بأشياء أخرى تحقق لك قسطاً مهما المتعة والفائدة وتقوي مهاراتك العقلية والجسدية والنفسية؟
هل تستطيع التغلب على إدمانك من خلال ممارسات نشاطات أخرى موازية؟
هل حاولت الإقلاع عن إدمانك أو الحد منه؟
وعلى المدمن أن يكون صريحا مع نفسه وصادقا في إجاباته، لأن في ذلك أول خطوات العلاج لأنه هو المسؤول عن تولي التغيير بنفسه.
ربط مشكلة الإدمان واللعب المفرط ببعض المشاكل اليومية
ويأتي على رأس تلك المشاكل الناتجة عن الإدمان على اللعب:
- إهدار الوقت والمال.
- المشاكل المتعلقة بالنوم والمعاناة من الأرق.
- التوتر والاضطراب و الانفعال السريع.
- الصراع لأتفه الأسباب و أبسط المشاكل.
- الضعف في التعلم والدراسة.
- البعد عن الحياة الاجتماعية وانخفاض معدل الصداقة.
- فقدان الشهية والرغبة في الأكل.
- قلة الحركة و الخمول والكسل.
وهذه بعض الأمثلة القليلة لمشكلات الإدمان التي قد يعاني منها المدمنون على اللعب.
فيكون أحد الحلول لضرر الإدمان في الإخبار عن هذه الآفات والعادات السيئة وتوعية المدمن بمدى خطورتها وضررها على وقته وصحته وعقله، وكيف أنها تعطل من قدراته وتشل من حيوية مهاراته.
تشتيت الانتباه والتركيز على نشاطات أخرى
لا شك أن المدمن بين وبين نفسه معترفٌ تماماً بإدمانه وأنه مشكلة وعلة ومرض لزم التخلص منه، مهما تظاهر بين الناس بخلاف ذلك وأنكره وفسر بطرق مختلفة، وفي أحيان يكون التوبيخ المفرط سبباً في الزيادة من الإدمان ودافعاً إضافيا للاستمرار فيه، بدل أن يكون رادعاً له أو مقلصاً من حجمه.
والقاعدة تقول أن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، كما أن كثرة الضغط تولد الانفجار، ولذلك قد يكون في التخلي عن بعض التوبيخ سبباً للتخلي عن بعض الإدمان، وعن طريق الإقناع والحوار والعقل يكون الحل أيسر وأقرب لترك الإدمان.
في مثل هذه المواقف، ينبغي تغيير بؤرة الاهتمام وتحويل تركيز الانتباه، حيث لا يكون الهدف من ذلك التخلي عن اللعبة نفسها، بل التحكم فيها وتخصيص الوقت اللازم لها، ضمن قائمة الأولويات والواجبات.
معرفة مراحل الإدمان الأساسية للتغلب عليها
تختلف طرق علاج الإدمان باختلاف نوعه وتأثيره ودرجته، لأن الإدمان على شيء ما هو درجات وحالات مختلفة، وليس حالة واحدة وعلاج واحد، لذا فإنه من الضروري معرفة أولاً مراحل الإدمان، بواسطة الفحص والتقييم وتقدير نوع العلاج الخاص بكل مرحلة منه بشكل دقيق.
أغلب الخبراء والأطباء يتفقون على أن مراحل الإدمان أربعة، وهي: التجربة والتعاطي المتكرر والإدمان فالإحتراق.
التجربة الأولى
يبدأ عادةً كتجربة لشيء جديد وتعاطيه لأول مرة تعرفاً عليه، وتحدث بسبب الإغراء والفضول، والعلاج في هذه المرحلة يكون إلى حد كبير ميسر وسهل.
التعاطي المتكرر
هي مرحلة تتحول إلى عدة تجارب، ويتعود الجسم على استهلاك هذا نوع من الإدمان أو ذاك بصورة متكررة من التعاطي من دون تفكر أو تردد، ويصعب التخلي عنه.
الإدمان
بعد التعاطي المتكرر يتحول الأمر إلى مستوى أخطر ويكون حالة مرضية من الإدمان يصعب الإقلاع عنه، لأن الجسم قد صار مدمنا بشكل كبير مما يؤدي منعه من تصرفات وسلوكات عنيفة وغير طبيعية.
الاحتراق
بعد الإدمان يكون العلاج صعبا جداً لأنها أسوأ مرحلة في سلم الإدمان، ولذلك يسمي البعض هذه المرحلة الخطيرة بالإحتراق واللاعودة، فترى المدمن يفكر في أمور إجرامية كالسرقة والقتل أو حتى الإنتحار.
توفير البدائل الصحية والنفسية
غالباً ما يميل رواد الألعاب من شباب وصغار إلى قضاء ساعات طويلة في اللعب فتراهم لا يتوقفون عن اللعب، فيضيع الكثير من أوقاتهم، كان الأجدر أن تخصص تلك الأوقات لأنشطة أخرى أكثر نفعاً.
لأن الإدمان لا يأتي ضربة واحدة إنما يأتي تدريجياً عبر مراحل، فكل مرحلة تؤدي إلى التي تليها.
ثمَّ إنَّ من الأمور المهمة التي يجب “إدمانها” للتغلب على الإدمان أو الحد منه على أقل تقدير هو ممارسة الرياضة والقيام بالتمارين سواء في البيت أو خارجه.
لأنه قد ثبتت دراسات كثيرة نجحت في علاج الإدمان عن طريق مزاحمته بجملة من البدائل.
ولذلك كثيراً ما نجد الأطباء والرياضيون تحثون بشكل كبير على فوائد ممارسة الرياضة والتعود عليها، الشيء الذي تكسب المدمن، عاجلاً أم آجلاً، فوائد نفسية وصحية مهمة، يلمسها ولو بعد حين.
وبما أن الغرض الرئيسي من البدائل في الغالب هو تقوية الشخصية وتحصيل جسم سليم وتقوية مناعته، وتحسين أداء وظائفه، فإن معرفة البدائل من الأمور المهمة التي يجب الإطلاع عليها.
وإليك هنا بعض مضادات الإدمان الميسرة والتي يسهل القيام بها:
- الجري الخفيف.
- المشي مسافاة طويلة.
- ركوب الدراجة الهوائية.
- لعب كرة القدم أو السلة أو ما شابهها.
- ممارسة أنواع رياضات الدفاع عن النفس.
- السباحة.
- الرسم والكتابة.
- التنزه.
ومن المفيد جداً التنويع بين هذه البدائل والبحث في سبل تنويعها وتكثيرها، وحسن اختيار الأوقات المناسبة لكل واحدةٍ منها.
والصحيح أنَّ كلما تعددت البدائل الموازية للإدمان كلما كان التخلص من الإدمان أكثر سهولةً وقل الشعور بالرغبة فيه شيئاً فشيئاً.
تشجيع المدمن على الانخراط في أنشطة ترفيهية متنوعة
لا يوجد وصفة سحرية للتخلص من الإدمان، لكن هناك عدة عوامل ومؤثرات تعمل على الحد من تفاقم آثاره وتقلص من مساحة تأثيره على الحالة النفسية، مثل:
- تحقيق الحياة المنظمة والأسرة السعيدة.
- تحديد جداول زمنية نسبياً ثابتة للأنشطة اليومية.
- الالتزام بساعات النوم الضرورية وأخذ القسط اللازم من الراحة في الليل.
- الأكل القليل الصحي المتوازن المتنوع.
- خلق الجو العائلي المستقر تحت رعاية الأبوين وإشرافهما.
ولا يخفى أن كل ذلك يعد من الأمور التي تجنب أكثر مشاكل الإدمان وتقلل من حدتها يقيناً.
خلاصة
من المهم جداً أن يجد المدمن أناس يساعدونه لتجاوز أفته من خلال الدعم النفسي والعاطفي والاجتماعي، لأن لكل جانب نصيبه من الأهمية.
إنَّ التغلب على الإدمان ليست مهمة سهلة كما قد يظن البعض، لأن المدمن لابد أن يمر من لحظات مراجعة وتوتر وشك وألم، وهو أمر طبيعي جداً.
ولكل ذلك، فالشخص المدمن يحتاج إلى دوافع نفسية وإرادة قوية من جهته هو، وأشخاص يثق فيهم ويعتمد عليهم طول مرحلة علاجه من الإدمان سواء كانوا من أقرباءه، أصدقاءه أو أناس مختصين يساعدونه بالرعاية والإرشاد اللازم، من جهة ثانية.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه المقالة التي شرحنا فيها 7 طرق لعلاج إدمان الألعاب الإلكترونية والتخلص منه تدريجيا، فنرجو أن تكون وافية.
إذا كان لديك أي سؤال أو استفسار حول هذا الموضوع فتفضل بتركه في التعليقات، وسنكون سعداء بالإجابة عليه.
مواضيع قد تهمك أيضاً:
- برنامج Playstation Stars: هناك مستوى خامس يتاح عن طريق الدعوة فقط
- دراسة عن إدمان ألعاب الفيديو
- مخاطر ألعاب الفيديو وعلامات إدمانها
- تعلن Xbox تجاوز مبيعات إكسبوكس ون بالمقارنة مع بلايستيشن 4
- أفضل الطرق للوقاية من خطر الألعاب الإلكترونية