في زلزال جديد يشهده عالم الذكاء الاصطناعي، كشفت شركة DeepSeek الصينية عن نماذج منافسة لنماذج OpenAI، مع تكاليف أقل بكثير، مما أثار قلق المستثمرين في وول ستريت وأدى إلى تراجع حاد في أسهم التكنولوجيا.
زلزال جديد في عالم الذكاء الاصطناعي منافسة لنماذج OpenAI
أعلنت الشركة، التي تتخذ من هانغتشو مقرًا لها، أنها اضطرت لتقييد مؤقت للتسجيلات في منصتها بعد تعرضها لهجمات إلكترونية واسعة النطاق.
وحصل ذلك بعد ساعات من تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 3.53% وانخفاض قيمة شركة Nvidia إلى ما دون 3 تريليونات دولار.
أداء مذهل لشركة DeepSeek الصينية بتكاليف منخفضة للغاية
تمكنت DeepSeek من تقديم نموذجها الجديد “DeepSeek-R1″، الذي أظهر أداءً مماثلًا أو متفوقًا على نماذج OpenAI في اختبارات متعددة تشمل:
- الرياضيات
- الكيمياء
- البرمجة
ما يجعل الإنجاز أكثر إثارة هو أن الشركة أنفقت فقط 6 ملايين دولار على تدريب النموذج، مقارنة بالمليارات التي أنفقتها الشركات الأمريكية المنافسة.
إضافة إلى ذلك، يحتاج نموذج DeepSeek إلى موارد أقل بثلاثين مرة للتشغيل.
ردود أفعال عالمية حول النماذج المنافسة لOpenAI
لاقى النموذج إشادة واسعة النطاق، حيث وصفه المستثمر الشهير مارك أندريسن بأنه “اختراق مذهل”، فيما أصبح التطبيق الأكثر تحميلًا على متجر تطبيقات Apple في الولايات المتحدة.
لكن، لا تزال بعض الشكوك تحيط بهذه الادعاءات، حيث صرح نيكولا مياليه، المؤسس المشارك لشركة PRISM Eval، أن الأداء يحتاج إلى تأكيد.
تداعيات اقتصادية وجيوسياسية
أثرت هذه التطورات بشكل مباشر على أسهم التكنولوجيا، حيث انخفضت أسهم Nvidia بنسبة 13% يوم الاثنين,
وكان ذلك، نتيجة المخاوف من تأثير انخفاض تكلفة تشغيل الذكاء الاصطناعي على العائدات المستقبلية للشركات الأمريكية الكبرى مثل OpenAI.
من جهة أخرى، تشكل هذه الخطوة تحديًا كبيرًا للاستراتيجية الأمريكية في فرض القيود التكنولوجية على الصين.
إذ أظهرت DeepSeek قدرة الصين على تقليل اعتمادها على التكنولوجيا الأمريكية، مما قد يدفع الولايات المتحدة إلى تسريع تطوير نماذج جديدة لاستعادة هيمنتها.
فرص واعدة للشركات الأوروبية
في سياق آخر، قد تستفيد الشركات الأوروبية من هذا التحول، خاصة مع تقنيات أكثر كفاءة وأقل تكلفة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. مما يمنح شركات مثل Mistral الفرنسية فرصة أكبر للمنافسة.
في النهاية، يبدو أن سباق الذكاء الاصطناعي قد دخل مرحلة جديدة أكثر تنافسية، حيث ستشهد الفترة المقبلة تطورات تسابق الزمن بين القوى الكبرى، وسط تصاعد التوترات الاقتصادية والتكنولوجية.
مواضيع قد تهمك أيضاً:
شارك المقالة